Ads 468x60px

السبت، 4 مايو 2013

فى قرية «الثورة على الإخوان»: ابن قيادى «الجماعة» قتل شخصين.. فرد الأهالى بحصار منزله 10 ساعات


الأهالى حاصروا ابن أمين «الحرية والعدالة» لـ10 ساعات.. وأحرقوا منزله وقتلوه بعد سقوط حجارة عليهم ومقتل أحدهم

 المنزل بعد أن التهمته نيران الغضب
المنزل بعد أن التهمته نيران الغضب
قتل أهالى قرية القطاوية بالشرقية نجل أمين حزب الحرية والعدالة بالقرية، وذلك بعد محاصرة مئات الأهالى الغاضبين منزله لـ10 ساعات على خلفية اتهامه بقتل «ترزى» باستخدام سلاح نارى، إضافة إلى قتل أحد الأهالى الغاضبين بعد سقوط حجارة عليه أثناء محاصرتهم للمنزل، وهو ما زاد من غضب الأهالى، الذين نجحوا فى اقتحام المنزل، وإضرام النار فى المبنى المكوّن من خمسة طوابق، وقتل المتهم، وسط عجز تام من قوات الشرطة.
بدأت الواقعة بعدما لقى ترزى مصرعه إثر إصابته بطلق نارى أثناء محاولته فض مشاجرة نشبت بين نجل أمين «الحرية والعدالة» بقرية القطاوية وناشط سياسى.
وتلقى اللواء محمد كمال جلال مدير أمن الشرقية، إخطاراً من العميد عمر أبوزيد مأمور مركز شرطة أبوحماد، يفيد بقيام المدعو يوسف ربيع عبدالسلام، 20 عاماً، طالب، بإطلاق الأعيرة النارية على كل من عاطف الطافش، 35 عاماً، سائق توك توك، ومحمد محمد زكريا، 27 عاماً، مما أدى إلى إصابة الأول بطلق نارى بقدميه، ومصرع الثانى عقب استقرار رصاصة بصدره، وذلك على أثر نشوب مشاجرة بين المتهم وسائق التوك توك بسبب الخلاف على تعريفة الركوب.
وأضافت المباحث أنه أثناء تدخل الثانى لفض المشاجرة أطلق نجل القيادى الإخوانى الرصاص عليه، مما أدى إلى وفاته، مشيرة إلى أن مئات الأهالى الغاضبين تجمهروا على أثر الواقعة وحاصروا منزل نجل القيادى الإخوانى، إلا أنه أثناء التراشق بالحجارة سقطت إحداها على رأس محمود إبراهيم حامد، 27 سنة، مما أدى إلى وفاته، ليتصاعد غضب الأهالى الذين تمكّنوا من اقتحام المنزل وإحراقه والفتك بالمتهم.
«الوطن» انتقلت إلى القرية، والتقت بأهالى المجنى عليهما، وقال الأهالى، إن المتهم وهو شاب عشرينى اعتاد على حمل السلاح وافتعال المشاجرات مع الجميع، مضيفين أنه كان يحتمى بشقيقيه ووالده القيادى الإخوانى، مضيفين أن نفوذ الأسرة تزايد بعد الثورة وتقلُّد الرئيس محمد مرسى مقاليد الحكم، وأعلن الأهالى ثورتهم على الإخوان، مطالبين بطرد عائلة القيادى الإخوانى من القرية، وكشف الأهالى عن هروب عائلة المتهم من القرية خوفاً على حياتهم.
وأضاف الأهالى أن المتهم «يوسف. ر. ع» نجل القيادى الإخوانى، اعتاد على انتحال صفة ضابط شرطة، واتهموه بالنصب على أشخاص من خارج القرية أكثر من مرة باستخدام هذا الكارنيه، مشيرين إلى أنه كان يدّعى أنه تربطه صلة قرابة برئيس مركز شرطة أبوحماد، لتسهيل عمليات نصبه على الأهالى.
وحول تفاصيل ما حدث وحصارهم لمنزل القيادى الإخوانى، قال الأهالى إنه عقب قيام المتهم بقتل أحد أبناء البلدة، وإصابة الآخر، حاصر الآلاف المنزل لأخذ حقهم، وألقوا عدداً من زجاجات المولوتوف على المنزل، مما أدى إلى اشتعال النيران بأربعة طوابق بالمنزل، وهرع المتهم وعائلته للاختباء بالطابق الرابع.
وأضافوا أن أسرة المتهم رشقت شباب القرية المحتشدين أمام المنزل بالحجارة، وسقط أحد الأحجار على رأس أحد الشباب، مما أدى إلى وفاته، وأدى ذلك إلى اشتعال الموقف أكثر، وأحرق الغاضبون منزل والد المتهم وسيارته.
وفشلت قوات الشرطة فى السيطرة على الموقف، حيث تم الدفع بعدد 4 تشكيلات أمن مركزى وقوة من مديرية الأمن على رأسها مدير أمن الشرقية، ورغم تدخُّل بعض رجال الدين وعقلاء القرية، إلا أن ذلك لم يؤدِ إلى تقليل حدة غضبهم، وأصروا على الفتك بالمتهم وفشلت الشرطة فى السيطرة على الموقف.
وقال مصدر أمنى: إنه فى الثانية فجراً، تمكّنت الشرطة من إقناع الأهالى بإخراج أهل المتهم ومغادرة المنزل وعدم المساس بهم، ووافق الأهالى، وحاولت الشرطة اتخاذ حيلة أخرى لتهريب المتهم والقبض عليه بجعله يرتدى نقاباً وجلباباً وحمل دمية بيده وكأنها طفل رضيع، إلا أن الأهالى اكتشفوا الحيلة وأمسكوا به من يد الشرطة، وتعدُّوا عليه بالضرب المبرح، ليلفظ أنفاسه داخل مستشفى الزقازيق العام.
وفى تطور لاحق، اصطف آلاف الأهالى أمام منزل المجنى عليه «محمود إبراهيم حامد» بائع خضار، فى انتظار تشييع الجثمان، مرددين هتافات «يسقط يسقط حكم المرشد»، مطالبين بطرد أسرة المتهم من القرية، ورحيل الرئيس محمد مرسى.
والتفت سيدات القرية حول والدته التى لم تكف عن البكاء والصراخ، وظلت تردد عبارة: «الإخوان قتلوا ابنى»، وقالت الحاجة عائشة توفيق السيد أحمد، 55 عاماً، والدة المجنى عليه لـ«الوطن»: «عاوزة حق ابنى، البلد لازم تنضف والإخوان لازم تمشى»، وترد إحدى السيدات موجهة الحديث إلينا قائلة: «قولوا لمرسى لو كان راجل يرحل، يسيب البلد ويرحل».
وأضافت الأم: «كنت مستنية ابنى يدفنّى، ماعرفش إن أنا اللى هادفنه، ابنى كان هو اللى بيصرف عليا وعلى أبوه المريض اللى مش بيقدر يقوم من سنين، وكمان كان بيصرف على زوجته وبناته الثلاثة وشقيقته الصغرى»
وقالت خالة «محمود»: «كان شغال بائع خضار وأرزقى على باب الله وهم غلابة، ومش حيلتهم حاجة، ولا أرض ولا مال، وراح اللى كان بيعولهم وبيصرف عليهم».
أمام زوجته الشابة، 25 عاماً، حيث جلست جوار والدته تحمل ابنتها الصغرى وتضمها بين أحضانها، واكتفت بالقول: «إحنا اتجوزنا من 5 سنوات، وعندنا ثلاث بنات، الكبيرة عندها 3 سنوات، والاتنين التانيين توأم عندهم سنة ونص، وهو كان سندى وضهرى»، وتساءلت: «مين اللى هيصرف علينا دلوقتى؟».
ولم يختلف الحال كثيراً بالنسبة لأسرة المجنى عليه الثانى «محمد محمد زكى»، 27 عاماً، ويعمل بإحدى الدول العربية، فقد اصطف المئات من أقاربه بعد أن دشنوا خيام العزاء، وقال والده، الحاج محمد إن نجله يعمل بفندق بإحدى الدول العربية، وجاء منذ ما يقرب من شهر ونصف لقضاء إجازته السنوية المعتادة، مشيراً إلى أن نجله كان يقوم بإنهاء إجراءات طبية لإجراء عملية جراحية بقدمه، قبل تجهيز أوراقه للعودة إلى عمله مرة أخرى.
وأضاف أن نجله متزوج منذ عدة أشهر وزوجته حامل، قبل أن ينخرط فى البكاء قائلاً: «ابنى دفع ثمن شهامته عشان كان عاوز ينقذ واحد غلبان من إيد شاب أهوج ومفترى ضربه بالرصاص فى رجله، ولما ابنى حاول يمنعه موته».
أما الأم، فقد جلست طريحة الفراش تردد عبارة واحدة: «أحتسب ابنى شهيد عند الله، ابنى عريس وراح للجنة»، بينما جلست زوجته بجوارها دون أن تنطق بكلمة.
وأوضح أهالى القرية المحتشدون أمام منزلى القتيلين أن والد المتهم قيادى بجماعة الإخوان المسلمين وأمين حزب الحرية والعدالة بالقرية، وأنه لا ينتمى إلى محافظة الشرقية، وإنما جاء للقرية من محافظة الغربية منذ ما يقرب من 30 عاماً، مشيرين إلى أنه يعمل هو وزجته بأحد المصانع، وقالوا إن لدية أربعة أبناء والمتهم هو الثالث بين أبنائه، وإن أبناءه اعتادوا على حمل السلاح بعد الثورة وتقلد الرئيس محمد مرسى الحكم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

>
google-plus-icon tweeter-icon facebook-icon
wct